دار السلام بين “السد العالي” و“المدفع”... قراءة في مشهد انتخابي يقترب من لحظته الحاسمة
دار السلام – تحقيق . رفعت العمدة
بين الواقع الشعبي والتوقعات المتداولة، وبين لغة الأرقام ولغة الشارع، تقف دائرة دار السلام أمام فصل انتخابي جديد تبدو ملامحه أكثر احتدامًا من أي وقت مضى. وفي قلب هذا المشهد، يبرز اسمان يتحركان بثقل: محمد خلف الله المعروف بلقب “السد العالي”، وعبد اللطيف أبو الشيخ بلقبه “المدفع”، المؤشرات الأولية… من يتقدم؟ تشير النتائج الأولية للجولة الأولى – – إلى تقدّم واضح للمرشح عبد اللطيف أبو الشيخ بعد حصوله على النسبة الأعلى من الأصوات. هذا التفوق، وإن كان محصورًا في المرحلة الأولى، وضعه على مسار يبدو أكثر استقرارًا نحو جولة الحسم، حيث يدخلها مدعومًا بحضور جماهيري متماسك وبقواعد انتخابية تتوسع مع مرور الوقت. “السد العالي”.. ثقل رمزي وقاعدة تتدفق على الجانب الآخر، يظل محمد خلف الله صاحب اللقب الأبرز في الدائرة، إذ يشير لقب “السد العالي” إلى رمز القوة والقدرة على حشد الأصوات وقت الحاجة. ويُجمع مراقبون محليون على أن خلف الله يعتمد على كتلة تصويتية قد لا تكشف وزنها الحقيقي إلا في اللحظات الأخيرة، خاصة في البيئات الريفية والعائلات الممتدة التي تضفي ثقلًا مفاجئًا عند الاقتراع. ويرى البعض أن “السد العالي” قد يشهد تدفقًا متأخرًا في الأصوات، تمامًا كما تتجمّع المياه قبل أن تنطلق بقوة، وهو ما يجعل المشهد غير محسوم رغم تفوق أبو الشيخ في الجولة الأولى. بين الرمزين… كيف يقرأ الناخب المشهد؟ اللافت في انتخابات دار السلام هو حضور الألقاب الشعبية بقوة في خطاب الشارع. فالـ“مدفع” يرمز إلى الحركة السريعة والانتشار الواسع، فيما يشير الـ“سد العالي” إلى الثبات والقدرة على الصمود. هذه الرموز لم تعد مجرد تسميات، بل تحولت إلى أدوات تحليل لدى الناخبين أنفسهم، الذين يقرأون عبرها فرص كل مرشح وحدود قوته. الواقع الانتخابي… صراع نفوذ ودوائر انتماء تُظهر متابعة حركة الحملات الانتخابية أن الدائرة تشهد تنافسًا بين: مناطق حضرية تميل للحضور السريع والتفاعل الإعلامي. وقرى ونجوع أكثر ارتباطًا بالروابط العائلية والانتماءات الممتدة. هذا التنوع يخلق توازنًا يجعل السيناريوهات مفتوحة، حتى في ظل تقدم أحد المرشحين في الجولة الأولى. اللحظة الحاسمة تقترب… ودار السلام تترقب وبين “السد العالي” و“المدفع”، تترقّب دار السلام الفصل الأخير من ملحمة انتخابية لا تخلو من الإثارة. فالمعادلة تبدو حتى اللحظة مفتوحة على أكثر من احتمال: هل يواصل عبد اللطيف أبو الشيخ تقدمه المدفوع بزخم الجولة الأولى؟ أم يشهد المشهد تدفقًا كبيرًا لصالح محمد خلف الله يعيد ترتيب الأوراق في اللحظة الأخيرة؟ أسئلة تبقى معلّقة إلى أن يكتب الناخب في دار السلام كلمته الأخيرة… الكلمة التي ستحدد وجه الدائرة لسنوات قادمة.
تعليقات
إرسال تعليق