الوعود الانتخابية بين الواقع والتكرار... من يضمن للناس حقّهم؟
الوعود الانتخابية بين الواقع والتكرار... من يضمن للناس حقّهم؟ 



بقلم: علاء المازني
مع كل دورة انتخابية برلمانية، تتكرر نفس المشاهد لافتات، وعود، كلمات معسولة، وموائد عامرة في دواوين العائلات تتجدد الأصوات وتتشابه الوجوه، بينما يبقى المواطن ، خاصة في المناطق المهمشة، حائرًا بين من يثق فيه ومن يتلاعب بعواطفه 



وفي ظل مشهد انتخابي تغلب عليه العصبيات القبلية والمال السياسي، يظل السؤال الأهم غائبًا ، ما هو الضمان الحقيقي لتنفيذ ما يطرحه المرشح من أفكار ورؤى بعد فوزه بالمقعد؟ 





الوعود سهل نُطقها... فمن يحاسب؟
المرشحون يتفننون في تقديم خطط لحل مشكلات الكهرباء والمياه والبطالة والبنية التحتية، ولكن غالبًا ما يتبخر كل ذلك فور الوصول إلى البرلمان ،ولأن المواطن لا يملك أدوات قانونية تُلزِم النائب بتنفيذ وعوده، فإن الأمر يتحول إلى حالة من الإحباط المتكرر واللامبالاة السياسية 



دوامة التهميش... بين الواقع والخطاب في مناطق كثيرة، خاصة في الأطراف والمراكز الريفية، يشعر الناس أنهم "مهمشون" بلا صوت يُعبّر عنهم. هذا الشعور مبرر في كثير من الأحيان، لكنه تفاقم بسبب اعتماد بعض المرشحين على أدوات قديمة العصبية، النفوذ العائلي، الرشاوى المقنّعة، واستغلال المشاعر الدينية أو العاطفية ، الخطورة هنا أن المواطن نفسه، وهو المتضرر الأول، يُعيد إنتاج نفس هذه الأدوات بدافع الحاجة أو العادة أو غياب البدائل 





الكاتب ليس خصمًا... لكنه ضمير في خضم هذه الفوضى، يتعرض بعض الكتّاب وأصحاب الرأي لضغوط، حين يقررون التعبير عن مواقفهم أو طرح أسئلتهم بوضوح. فيُقال له "أنت ضدنا؟"، أو "ليه بتنتقد؟" لكن الحقيقة أن الكاتب لا يجب أن يكون في صف أحد، بل في صف الفكرة، وصف المصلحة العامة. هو لا يختار أشخاصًا ، بل يقيم الأفكار والبرامج ويحاسب المواقف. فالميثاق الأخلاقي للكتابة يلزم الكاتب أن يكون مراقبًا لا مروّجًا، ناقدًا لا مطبّلًا 



وأخيرًا... وعي الناخب هو الأساس لن تنتهي دوامة التهميش إلا حين يتحول الناخب من "متلقي" للوعود إلى "صاحب قرار"، يحاسب، ويقيّم، ويختار بناءً على الكفاءة وليس القرابة أو الصوت العالي الرهان الحقيقي ليس على الشعارات، بل على وعي الناس، واستقلالية الكاتب، ونزاهة النوايا
تعليقات
إرسال تعليق